أظهر باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية أن معظم الناس، خاصة في البلدان الغنية، يتجاوزون ميزانية انبعاثات الغذاء اللازمة للحفاظ على الاحترار العالمي أقل من 2 درجة مئوية. وفقًا للدراسة، فإن اللحم البقري وحده يُشكل ما يقرب من نصف انبعاثات الغذاء في كندا، مما يبرز التأثير الكبير للخيارات الغذائية على المناخ.
كشفت الدراسة، التي تحليل بيانات من 150 دولة، أن 44 في المائة من سكان العالم سيحتاجون إلى تغيير عاداتهم الغذائية لتلبية ميزانية انبعاثات الغذاء الموصى بها. وهذا يعادل ما يقرب من 3.2 مليار شخص، معظمهم يعيشون في البلدان المتقدمة. وشدد الباحثون على أن التغييرات الصغيرة، مثل تقليل الفاقد الغذائي، وتناول حصص أصغر، وتناول كميات أقل من اللحم البقري، يمكن أن تتراكم لتحقيق فوز كبير مناخي.
وأشار الدكتور ديفيد سوزوكي، عالم بيئي مشهور وأستاذ فخري في جامعة كولومبيا البريطانية، إلى أن نتائج الدراسة هي نداء استيقاظ للأفراد لإعادة تقييم خياراتهم الغذائية. "لقد عرفنا منذ بعض الوقت أن إنتاج الغذاء واستهلاكه هما مساهمان كبيران في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن هذه الدراسة تبرز حجم المشكلة والحاجة إلى عمل فوري"، قال.
وأرجع مؤلف الدراسة الرئيسي، الدكتور جينيفر لوغان، الانبعاثات العالية من استهلاك اللحم البقري إلى الطبيعة المستهلكة للموارد في تربية الماشية. "تتطلب إنتاج اللحم البقري كميات كبيرة من الأراضي والمياه والغذاء، مما يسهم في تدمير الغابات وتلوث المياه وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري"، أضافت.
لديها نتائج ذات عواقب كبيرة على الأنظمة الغذائية العالمية، خاصة في البلدان الغنية حيث استهلاك اللحوم مرتفع. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، يُشكل اللحم البقري والخنزير ما يقرب من 40 في المائة من استهلاك اللحوم الإجمالي، بينما في أستراليا، يشكل اللحم البقري والخروف ما يقرب من 60 في المائة من استهلاك اللحوم.
وشدد مؤلفو الدراسة على أن الحلول لتقليل الانبعاثات المرتبطة بالغذاء ليس فقط ممكنة ولكنها也有 فوائد للصحة البشرية والبيئة. "من خلال اتخاذ خيارات مستنيرة حول ما نأكله، يمكننا لا فقط تخفيف تغير المناخ ولكن أيضًا تحسين رفاهيتنا العامة"، قال الدكتور لوغان.
فيما يواجه العالم تحديات تغير المناخ، تعمل نتائج الدراسة كتذكير بالدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه الإجراءات الفردية في تخفيف آثارها. من خلال تبني عادات غذائية أكثر استدامة، يمكن للأفراد المساهمة في تقليل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومساعدة ضمان مستقبل أكثر صلاحة للأجيال القادمة.
أثارت نتائج الدراسة دعوات متجددة للحكومات والمنظمات الدولية لإعطاء الأولوية لأنظمة غذائية مستدامة ودعم المبادرات التي تعزز ممارسات الزراعة الصديقة للبيئة. فيما يواصل العالم التحرك في تعقيدات تغير المناخ، أصبح أهمية اتخاذ خيارات غذائية مستنيرة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
Discussion
Join 0 others in the conversation
Share Your Thoughts
Your voice matters in this discussion
Login to join the conversation
No comments yet
Be the first to share your thoughts!