باحثون في حديقة ألبوكين провينشال في منطقة أونتاريو بكندا لاحظوا سلمندر أزرق البقع يبقى نشطًا على الأرض على الرغم من درجات الحرارة المتجمدة، وهو ظاهرة تركت العلماء مفاجئين ومستمتعين. تم رؤية السلمندر على الأرض في بحيرة بات في أواخر الشتاء، في وقت كان البحيرة ما زالت مجمدة والثلج يغطي الأرض. وفقًا للدكتور ديفيد بايك، عالم أحياء في جامعة أوتاوا، الذي قاد فريق البحث، "لقد لاحظنا أنه لا يزال هناك ثلج على الأرض، البحيرة ما زالت مجمدة، ولكن لأسباب غريبة، كان هناك سلمندر أزرق البقع على الأرض."

قدرة السلمندر الأزرق البقع على البقاء نشطًا في درجات الحرارة المتجمدة هي ظاهرة مذهلة تم ملاحظتها في البرية. يمكن لهذه البرمائيات البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة أقل من نقطة التجميد العادية لسوائل الجسم، وهي حالة تعرف باسم "التبريد الفائق". هذه القدرة ليست فريدة من نوعها للسلمندر الأزرق البقع، حيث أن بعض أنواع السلمندر الأخرى قد تمت ملاحظتها أيضًا على أنها تظهر هذه الصفة. ومع ذلك، فإن ملاحظة هذه الظاهرة في السلمندر الأزرق البقع في البرية مهمة، لأنها توفر رؤى جديدة حول قدرة هذه الحيوانات على التكيف والاستمرار.

استخدم فريق البحث، الذي تضمن علماء من جامعة أوتاوا وخدمة الحياة البرية الكندية، فخاخ الكاميرا ومعدات مراقبة أخرى لتتبع حركات السلمندر وسلوكه. وفقًا للدكتور بايك، "كنا قادرين على التقاط صور للسلمندر على الأرض، وكنا قد جمعنا بيانات حول سلوكه وعلم الأحياء". تم نشر نتائج الفريق في دراسة حديثة، توفر حسابًا مفصلًا عن قدرة السلمندر على البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة المتجمدة.

قدرة السلمندر الأزرق البقع على البقاء نشطًا في درجات الحرارة المتجمدة لها آثار مهمة على فهمنا لقدرة هذه الحيوانات على التكيف والاستمرار. وفقًا للدكتور بايك، "تسلط هذه النتائج الضوء على تعقيد وتنوع الحياة على الأرض، وتحدي فهمنا الحالي لحدود الحياة في البيئات القاسية". كما أن نتائج الدراسة لها آثار على جهود الحفاظ، لأنها تشير إلى أن السلمندر الأزرق البقع قد يكون أكثر مقاومة لتغير المناخ مما كان يُعتقد في السابق.

أثارت نتائج الدراسة أيضًا اهتمامًا في المجتمع العلمي، حيث أعرب باحثون من جميع أنحاء العالم عن رغبتهم في معرفة المزيد عن قدرة السلمندر على البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة المتجمدة. وفقًا للدكتور بايك، "نحن بالفعل نتلقى طلبات للتعاون ومشاركة البيانات من باحثين في بلدان أخرى". كما من المتوقع أن يكون للنتائج آثار على تطوير تقنيات واستراتيجيات جديدة للتخفيف من آثار تغير المناخ.

فيما يتعلق بالوضع الحالي للبحث، الدكتور بايك وفريقه يستمرون في دراسة سلوك السلمندر وعلم الأحياء في البرية. وفقًا للدكتور بايك، "نحن نخطط لإجراء مزيد من البحث عن قدرة السلمندر على البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة المتجمدة، ونحن نستكشف أيضًا التطبيقات المحتملة لهذه النتائج في مجالات مثل الحفاظ على البيئة والتكنولوجيا الحيوية". ومن المتوقع أن يكون للنتائج تأثير كبير على فهمنا لقدرة السلمندر الأزرق البقع على التكيف والاستمرار، وقد يكون لها أيضًا آثار على تطوير تقنيات واستراتيجيات جديدة للتخفيف من آثار تغير المناخ.