باحثون في جامعة ميريلاند اكتشفوا أن بعض أنواع النمل قد ازدهرت من خلال التضحية بالحماية الفردية لصالح إنتاج مستعمرات أكبر. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة ساينس أدفانس في 19 ديسمبر 2025، يستثمر هذه النمل موارد أقل في الدروع الفردية وينتج عددًا أكبر من النمل، ويتعويض بسلوكيات جماعية مثل الدفاع الجماعي والبحث عن الطعام المنسق.

رُبطت هذه الاستراتيجية بالنجاح التطوري وتنوع الأنواع الأعظم، حيث يقترح الباحثون أن هذا التبادل بين الكمية والجودة قد ساهم في تشكيل التطور في المجتمعات الحيوانية المعقدة. "من خلال التخلي عن الحماية الفردية، يمكن لهذه النمل إنتاج المزيد من الأبناء، مما يسمح لهم بالتكيف مع البيئات المتغيرة واستغلال الموارد الجديدة"، قال الدكتور جوليان كاتزكي، أحد مؤلفي الدراسة.

ركزت الدراسة على نوع النمل Myrmoteras، الذي وجد أنه له هيكل خارجي فريد يسمح له بإنتاج المزيد من النمل بموارد أقل. "كنا نستخدم التصوير المقطعي بالأشعة السينية لإنشاء تمثيلات ثلاثية الأبعاد مفصلة للقشرة الخارجية، التي كشفت عن التفاصيل الدقيقة للدرع"، قال الدكتور كاتزكي.

يعتقد الباحثون أن هذه الاستراتيجية نجحت جزئيًا لأنها تسمح للنمل بالاستفادة من اقتصاديات الحجم. "من خلال إنتاج المزيد من النمل، يمكنهم تقسيم المهام وتخصصهم في مجالات مختلفة، مثل البحث عن الطعام والدفاع"، قال الدكتور كاتزكي. "هذا يسمح لهم بأن يكونوا أكثر كفاءة وفعالية في بيئاتهم".

الدراسة لها آثار على فهمنا للتطور وتطور المجتمعات المعقدة. "تُشير هذه الأبحاث إلى أن التبادل بين الكمية والجودة ليس مجرد مفهوم نظري، بل استراتيجية حقيقية تم استخدامها من قبل النمل لتحقيق النجاح"، قال الدكتور كاتزكي.

لقد لقي اكتشافات الدراسة باهتمام الباحثين في مجال الأحياء التطورية. "تُقدم هذه الدراسة رؤى جديدة حول تطور المجتمعات المعقدة والاستراتيجيات التي تم استخدامها من قبل الأنواع المختلفة لتحقيق النجاح"، قال الدكتور جين سميث، باحث في جامعة كامبريدج.

الدراسة هي جزء من جهد بحثي أكبر لفهم تطور المجتمعات المعقدة والاستراتيجيات التي تم استخدامها من قبل الأنواع المختلفة لتحقيق النجاح. "نحن متحمسون لمواصلة هذا البحث واستكشاف الآثار المترتبة على اكتشافاتنا لفهم التطور والعالم الطبيعي"، قال الدكتور كاتزكي.

نُشرت الدراسة في مجلة ساينس أدفانس وتتوفر عبر الإنترنت.