علماء في معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا (OIST) للدراسات العليا قد قاموا باكتشاف رائد حول نوع من النباتات الذي كان يزدهر لمدة 100 مليون سنة بدون عملية التمثيل الضوئي. النبات المعروف باسم بالانوفورا (Balanophora) قد تخلى عن قدرته على إنتاج طعامه الخاص من خلال عملية التمثيل الضوئي وبدلاً من ذلك يعيش كطفيلية على جذور الأشجار، مخفي في الغطاء النباتي المظلم في الغابات.

وفقاً لبترا سفيتليكوفا، باحثة في OIST، فإن الآلات الخلوية للنبات قد تقلصت بشكل كبير ولكن لم تختف، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة في بيئتها الفريدة. "كنا مندهشين من أن نجد أن على الرغم من الانخفاض الكبير في جينومها، فإن الآلات الخلوية للنبات لا تزال تعمل"، قالت سفيتليكوفا. "هذا هو مثال رائع على التكيف التطوري، حيث وجد النبات طريقة للبقاء على قيد الحياة وحتى الازدهار في بيئة ستكون معادية لمعظم النباتات الأخرى".

أجرى الباحثون مسحاً لعدد صغير من سكان بالانوفورا عبر جزر شرق آسيا، بما في ذلك تايوان واليابان القارية، ووجدوا أن بعض أنواع الجزر قد طورت حتى القدرة على التكاثر بدون جنس، مما يسمح لها بالتكاثر لاستعمار موطناً جديداً. هذه الاستراتيجية الإنجابية الفريدة مشابهة لتلك التي لدى الطفيليات مثل الملاريا، التي تتكاثر بشكل جنسي.

قدرة بالانوفورا على البقاء لمدة 100 مليون سنة بدون عملية التمثيل الضوئي هي شهادة على قدرته الرائعة على التكيف. ومع ذلك، فإن اعتماد النبات على جذور الأشجار للحصول على الغذاء يجعله معرضاً للخطر بشكل كبير لخسارة المواطن. مع تصفية الغابات من أجل التنمية والزراعة، فإن سكان بالانوفورا في خطر الانقراض.

اكتشاف استراتيجية البقاء الفريدة لبالانوفورا له آثار مهمة على فهمنا لتطور النباتات والتكيف. "هذا النبات هو مثال رائع على كيف يمكن للكائنات الحية التكيف مع بيئتها بطرق كانت تعتبر من المستحيل في السابق"، قال الدكتور تاكيشي كاواهارا، عالم نبات في OIST. "إنه ي挑ّى فهمنا الحالي لتطور النباتات ويلفت الانتباه إلى أهمية الاستمرار في البحث حول تنوع الحياة النباتية".

يخطط الباحثون لمواصلة دراسة بالانوفورا وخصائصها الفريدة، بهدف الحصول على فهم أعمق لتاريخها التطوري والآليات التي سمحت لها بالازدهار لمدة طويلة. مع استمرار انخفاض عدد سكان النبات بسبب خسارة المواطن، يأمل الباحثون في استخدام نتائجهم لإطلاع جهود الحفاظ على البيئة وحماية هذا النوع الرائع للأجيال القادمة.

في تطور متعلق، قام باحثو OIST بنشر نتائجهم على الإنترنت، مما يوفر حساباً مفصلاً عن بحثهم واكتشاف استراتيجية البقاء الفريدة لبالانوفورا. تم نشر الدراسة في مجلة علمية رائدة ومتاحة للتنزيل من قبل الجمهور.