أظهر الباحثون في جامعة كولومبيا البريطانية أن معظم الناس، خاصة في البلدان الغنية، يتجاوزون ميزانية انبعاثات الغذاء اللازمة لخفض الاحترار العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية. ووفقًا للدراسة، فإن اللحم البقري وحده يُعد مسؤولاً عن نصف انبعاثات الغذاء في كندا. وتشير النتائج إلى أن التغييرات الصغيرة، مثل تقليل هدر الطعام وتناول حصص أصغر وأكل أقل من شرائح اللحم، يمكن أن تتراكم لتحقيق فوز مناخي كبير.
وكشفت الدراسة، التي تحليلت عادات الأكل للأشخاص في 136 دولة، أن 44 في المائة من سكان العالم سيحتاجون إلى تغيير عاداتهم الغذائية لتحقيق هدف 2 درجة مئوية. ووجد الباحثون أن متوسط الشخص في البلدان الغنية يستهلك أكثر من ضعف كمية الطعام التي يحتاجها للبقاء في ميزانية الانبعاثات، بينما يجد الأشخاص في البلدان النامية صعوبة في الحصول على ما يكفي من الطعام لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وشدد الدكتور ديفيد سوزوكي، عالم بيئي مشهور وأستاذ فخري في جامعة كولومبيا البريطانية، على أهمية اتخاذ خيارات غذائية مستدامة. "الطريقة التي ننتج بها الطعام ونستهلكه ونُهدره هي مساهم رئيسي في انبعاثات غازات الدفيئة"، قال. "من خلال اتخاذ خيارات واعية لما نأكله، يمكننا تقليل بصمتنا الكربونية بشكل كبير ومساعدة التخفيف من آثار تغير المناخ".
وأشار مؤلف الدراسة الرئيسي، الدكتور جينيفر لوغان، إلى أن النتائج لها آثار مهمة على النظم الغذائية العالمية. "تُبرز أبحاثنا الحاجة إلى تحول أساسي في الطريقة التي نفكر بها عن الطعام ودوره في أزمة المناخ"، قالت. "يجب أن نprioritize الزراعة المستدامة وتقليل هدر الطعام وتعزيز الوصول العادل إلى الطعام الصحي والمغذي".
تعد دراسة جامعة كولومبيا البريطانية جزءًا من جسم متزايد من الأبحاث الذي يُبرز الدور الحاسم للغذاء في أزمة المناخ. في السنوات الأخيرة، حذر العلماء من أن إنتاج الطعام ومعالجته ونقله يُعدون مسؤولين عن حوالي 25 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية. وتكون نتائج الدراسة ذات صلة خاصة في سياق المفاوضات المناخية الجارية، حيث تعمل الدول على التوصل إلى اتفاق مناخي جديد عالمي.
فيما يواجه العالم تحديات تغير المناخ، يأمل مؤلفو الدراسة أن يلهم بحثهم الأفراد والحكومات للعمل. "من خلال إحداث تغييرات صغيرة في عاداتنا الغذائية، يمكننا أن نجعل فرقًا كبيرًا في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة والتخفيف من آثار تغير المناخ"، قال الدكتور لوغان.
تكون نتائج الدراسة ذات آثار مهمة على واضعي السياسات والأفراد في جميع أنحاء العالم. فيما يعمل المجتمع العالمي على معالجة أزمة المناخ، لا يمكن التقليل من أهمية الخيارات الغذائية المستدامة. من خلال إعطاء الأولوية للزراعة المستدامة وتقليل هدر الطعام وتعزيز الوصول العادل إلى الطعام الصحي والمغذي، يمكننا العمل من أجل مستقبل أكثر مقاومة للمناخ.
Discussion
Join 0 others in the conversation
Share Your Thoughts
Your voice matters in this discussion
Login to join the conversation
No comments yet
Be the first to share your thoughts!