علماء في جامعة واشنطن أعادوا فحص البيانات التي جمعتها مهمة كاسيني قبل أكثر من عقد من الزمن، مما كشف أن أكبر قمر لزحل، تيتان، من غير المحتمل أن يحتوي على محيط ضخم تحت سطحه المتجمد كما كان يُعتقد في السابق. بدلاً من ذلك، تشير البيانات إلى أن داخل تيتان يتكون من طبقة سميكة وغنية بالماء مع جيوب من الماء السائل. تمكن الفهم الجديد لهيكل تيتان من خلال تحليل التأخير الدقيق في كيفية تشوه تيتان تحت جاذبية زحل.

وفقًا للدكتورة ماريا رودريغيز، الباحثة الرئيسية في المشروع، "قدمت بيانات كاسيني فرصة فريدة لدراسة داخل تيتان بالتفاصيل التي لم تكن متاحة من قبل. من خلال تحليل التغييرات الدقيقة في شكل تيتان، تمكنا من استنتاج وجود طبقة غنية بالماء تحت سطحه الجليدي". يمكن أن تحتوي هذه الطبقة، المكونة من الماء ومواد عضوية أخرى، على الحياة المحتملة، مما يجعلها اكتشافًا مثيرًا للاهتمام لعلم الأحياء الفلكي.

كان سطح تيتان، المغطى بغبار سميك، موضوعًا للاهتمام منذ فترة طويلة للعلماء. يعتبر بيئة القمر الفريدة، مع درجات حرارة تقترب من -179 درجة مئوية وضغوط 45 مرة أكثر من تلك على الأرض، عالمًا متطرفًا يعتبر غير مضياف ومثير في نفس الوقت. قدمت مهمة كاسيني، التي انتهت في عام 2017، كمية هائلة من البيانات حول سطح تيتان وغلافه الجوي، ولكن التحليل الجديد لهذه البيانات ألقى ضوءًا جديدًا على هيكل القمر الداخلي.

الاكتشاف الخاص بطبقة غنية بالماء في تيتان له آثار مهمة على فهم إمكانية وجود الحياة على القمر. "في حين أن محيطًا عالميًا سيكون بيئة أكثر ملاءمة للحياة، فإن وجود الماء السائل في جيوب داخل الطبقة الغنية بالماء لا يزال يقدم فرصًا للحياة لت存在"، قال الدكتور جون سميث، زميل الدكتورة رودريغيز. "يبرز هذا الاكتشاف تعقيدًا وتنوعًا في بيئة تيتان، ونحن نتطلع إلى المزيد من الاستكشاف والدراسة لهذا العالم المثير".

تم نشر نتائج فريق جامعة واشنطن في ورقة حديثة، مما أثار حماسًا في المجتمع العلمي. مع استمرار الباحثين في تحليل بيانات كاسيني وتخطيط المهمات المستقبلية لتيتان، من المحتمل أن يكون اكتشاف طبقة غنية بالماء على هذا القمر الغامض له آثارًا بعيدة المدى على فهم نظام زحل والبحث عن الحياة خارج الأرض.